كورة سيتي – تسعى الفيفا إلى تحسين تجربة كرة القدم عبر تبني تقنيات حديثة تهدف إلى رفع مستوى العدالة في المباريات وتقليل الأخطاء التحكيمية. بعد سنوات من اعتماد تقنية الفيديو المساعدة للحكام (VAR)، تدرس الفيفا حاليًا تطبيق نظام جديد يمكن أن يكون بديلاً لهذه التقنية، مما يثير الكثير من التساؤلات حول فعاليته وتأثيره على سير المباريات.
ما هو “VAR”؟
تقنية “VAR” (Video Assistant Referee) هي نظام يستخدم لمساعدة الحكام في اتخاذ القرارات الحاسمة خلال المباريات عبر مراجعة الفيديو. تم تطبيقها لأول مرة في عام 2018 في كأس العالم، وأثبتت فعاليتها في تحسين دقة القرارات المتعلقة بالأهداف، ركلات الجزاء، بطاقات الطرد، وأخطاء الهوية.
لكن رغم الإيجابيات التي حققتها تقنية “VAR” في تحسين القرارات التحكيمية، إلا أن هناك انتقادات متزايدة بشأن تأثيرها على انسيابية المباريات وتدفقها. علاوة على ذلك، قد يخلق اعتماد “VAR” العديد من التوقفات خلال المباراة، مما يقلل من الحماسة والإثارة.
الفيفا والمراجعة المستمرة لتقنيات التحكيم
الفيفا، وهي الهيئة المسؤولة عن إدارة كرة القدم على مستوى العالم، تسعى دائمًا إلى تحسين تجربة اللعب لجميع الأطراف: اللاعبين، المدربين، الحكام، والجماهير. في هذا السياق، بدأت الفيفا في دراسة إمكانية تطوير أو استبدال تقنية “VAR” بنظام آخر أكثر فعالية.
في هذا الإطار، تسعى الفيفا إلى استخدام التقنيات التالية التي قد تحل محل “VAR”:
- التكنولوجيا المدمجة في الكرة (Smart Ball Technology):
تعد كرة القدم الذكية من أبرز الابتكارات التي يعمل الفيفا على تطويرها. هذه الكرة تحتوي على أجهزة استشعار مدمجة يمكنها إرسال بيانات لحظية إلى الحكام حول الحالات المتعلقة بالأهداف أو التسلل أو حتى ركلات الجزاء. هذه التكنولوجيا قد تساعد الحكام في اتخاذ القرارات بشكل أسرع وأكثر دقة دون الحاجة إلى توقف المباراة لفحص لقطات الفيديو. - تقنية تتبع اللاعبين (Player Tracking System):
تقنية تتبع اللاعبين تقوم بمراقبة حركة اللاعبين داخل الملعب بشكل دقيق باستخدام كاميرات وأجهزة استشعار موضوعة في أرضية الملعب. هذه التقنية قد تساعد في تحديد حالات التسلل بدقة أكبر، ويمكن أن تكون بديلاً لمراجعة الفيديو المستمر. كما أنها قد توفر بيانات متكاملة للحكام حول موقع اللاعبين لحظة حدوث الحدث. - التحكيم الذكي باستخدام الذكاء الاصطناعي:
تدرس الفيفا إمكانية تطوير أنظمة تحكيم تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تكون أكثر سرعة وفعالية من الحكم البشري. تعتمد هذه الأنظمة على تحليل البيانات الكبيرة والتعلم الآلي لتحسين اتخاذ القرارات وتحليل الحالات المعقدة بشكل تلقائي. - استخدام الواقع المعزز (Augmented Reality):
يتطلع الفيفا إلى تجربة تقنيات الواقع المعزز لعرض بعض المواقف بشكل ثلاثي الأبعاد أمام الحكام والجماهير. قد تساعد هذه التقنية في إعادة عرض الحالات بطريقة أكثر وضوحًا وسهولة للمشاهدين واللاعبين والحكام على حد سواء.
لماذا يعتقد الفيفا أن “VAR” قد لا يكون كافيًا؟
على الرغم من الفوائد التي جلبها “VAR”، إلا أن الفيفا يشعر أن هناك الكثير من التحديات المرتبطة به، مثل:
- التوقفات الطويلة: على الرغم من أنه تم تصميم “VAR” لتقليل الأخطاء، إلا أن المراجعات قد تستغرق وقتًا طويلاً، مما يؤدي إلى تشتت انتباه اللاعبين والجماهير.
- تأثير القرار البشري: رغم استخدام الفيديو، فإن القرار النهائي يتم اتخاذه من قبل حكم بشري، مما يعني أن هناك دائمًا احتمال للخطأ البشري في تفسير المشاهد.
- الحاجة إلى نظام أكثر دقة: بعض الحالات المعقدة، مثل التسلل الدقيق، قد تظل تشكل تحديًا حتى مع “VAR”. لذا يبحث الفيفا عن حلول أكثر دقة وفعالية.
التحديات التي قد تواجه النظام الجديد
رغم التوجهات الإيجابية نحو استبدال “VAR” بنظام جديد، إلا أن هناك العديد من التحديات التي قد تواجه الفيفا:
- التكلفة العالية: تطبيق تقنيات جديدة مثل كرة القدم الذكية أو تتبع اللاعبين قد يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتكنولوجيا.
- الرفض من بعض الأندية واللاعبين: بعض الأندية قد تجد صعوبة في التكيف مع الأنظمة الجديدة، خاصة إذا كانت هذه الأنظمة تتطلب تغييرات جذرية في أسلوب اللعب أو تقييم القرارات التحكيمية.
- الدقة العالية والمتطلبات الفنية: تطبيق أنظمة متطورة مثل الذكاء الاصطناعي أو الواقع المعزز يتطلب تقنيات عالية وتدريبًا مستمرًا للحكام للتعامل معها بكفاءة.
التوقعات المستقبلية: هل سيحل النظام الجديد محل “VAR”?
من غير المرجح أن يتم استبدال “VAR” بشكل كامل في المستقبل القريب. إلا أن الفيفا يواصل تجربة تقنيات جديدة قد تتكامل مع “VAR” أو تحل محلها تدريجيًا مع مرور الوقت. الهدف هو الوصول إلى نظام يساعد الحكام في اتخاذ قرارات أكثر دقة وأسرع، مما يعزز من استمتاع الجماهير باللعبة.
النظام الجديد لل VAR
الفيفا في طريقه إلى تبني نظام جديد يمكن أن يغير طريقة تعامل الحكام مع المباريات، وهو ما يفتح أبوابًا جديدة للابتكار في عالم كرة القدم. من خلال دمج التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، تتبع اللاعبين، والواقع المعزز، يسعى الفيفا إلى جعل التجربة الرياضية أكثر عدالة ومتعة. ورغم أن تقنية “VAR” قد تظل جزءًا من اللعبة لفترة طويلة، إلا أن المستقبل قد يحمل مزيدًا من الابتكارات التي تساهم في تحسين أداء الحكام وتقديم تجربة أفضل للجماهير.
