أتلتيكو مدريد.. النجاح لا يُشترى بالمال فقط

أنفق نادي أتلتيكو مدريد مبلغًا ضخمًا بلغ حوالي 200 مليون يورو في سوق الانتقالات الصيفي الأخير، في محاولة للعودة إلى منصات التتويج وتحقيق الألقاب التي كان يأمل أن تُعيد الفريق إلى الأضواء هذا الموسم.

تضمن الميركاتو الصيفي للروخي بلانكوس عدة صفقات لافتة، أبرزها ضم جوليان ألفاريز مقابل 75 مليون يورو، وروبن لو نورماند بـ35 مليون يورو، وألكسندر سورلوث بمبلغ 32 مليون يورو. كما أضاف الفريق حارس المرمى خوان موسو على سبيل الإعارة مقابل 1.5 مليون يورو، وضم كونور غالاغر مقابل 42 مليون يورو.

حمل هذا الاستثمار الكبير طموحات كبيرة لجماهير أتلتيكو مدريد، حيث دخل الفريق المنافسة في ثلاث بطولات رئيسية هذا الموسم: الدوري الإسباني، دوري أبطال أوروبا، وكأس الملك. ورغم تلك الآمال، كانت الجماهير تتمنّى أن يحصد الفريق على الأقل لقبًا يُعيد الأجواء الإيجابية إلى النادي.

لكن مع تقدم الموسم، بدأت الأحلام تتلاشى تدريجيًا. ففي الليغا، تراجع أداء الفريق وأصبحت فرصه في المنافسة على اللقب شبه معدومة، إذ بات يبتعد بفارق تسع نقاط كاملة عن المتصدر برشلونة. وعلى الساحة الأوروبية، تلقى أتلتيكو مدريد صدمة قوية بخروجه المبكر من دور الـ16 لدوري الأبطال أمام ريال مدريد. ولم يكن الوضع أفضل في كأس الملك، حيث انتهت مسيرته في نصف النهائي على يد برشلونة.

هذه النتائج أثارت الكثير من التساؤلات حول فعالية النهج الحالي للنادي، لتُظهر مجددًا حقيقة أن المال وحده لا يكفي لتحقيق النجاح الرياضي. فالتتويج يتطلب منظومة متكاملة تشمل التخطيط السليم، وجودة القيادة الفنية، فضلاً عن التوافق بين اللاعبين والجهاز الفني.

وسط هذه العاصفة من الإخفاقات، أصبح اسم المدرب دييجو سيميوني محطّ الجدل. فرغم أنه قضى 14 عامًا في قيادة الفريق وحقق خلالها إنجازات لا تُنسى، بدا مؤخراً أن أفكاره أصبحت مستهلكة ولم تعد قادرة على إلهام التغيير المطلوب داخل الفريق. ومع انتهاء عقد سيميوني في 2027، بات السؤال الذي يُطرح بقوة: هل سيبقى أتلتيكو مدريد مُتمسكًا بمدربه التاريخي أم سيبحث عن خيار جديد يُعيد الحيوية إلى الفريق بعد خيبة هذا الموسم؟

الأمر الآن بيد إدارة النادي لاتخاذ القرار حول الوجهة القادمة للأتلتيكو؛ هل يستمر الرهان على التجربة والخبرة أم تبدأ رحلة البحث عن هوية جديدة تحت قيادة مدرب بنهج عصري وقريب من طموحات العصر الحديث؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة لصياغة مستقبل الروخي بلانكوس.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock